أمسكوا بتلك اللحظة
أمسكوا بتلك اللحظة، بتلك الفكرة، بذلك اللمعان الذي سرعان ما يشتعل في رؤوسكم ثم يخفت فجأة، ما إن تمسك بتلك اللحظة سيصبح الباقي تحصيل حاصل، إن الإبداع ما هو إلا كالشهب تضيء وتختفي بأسرع ما يمكن .قد يأتي الإلهام، أثناء الحزن، الـ(طنان)، في أي وقت، ليس كما تشتهي، ولكن المبدعون يمسكون بهذا الطرف الخفي، ويتشبثون به ويسقونه حتى يصلوا إلى ما وصلوا إليه.
الأفكار الخلاقة تأتي سريعة وخفاقة، البعض يهملها، والبعض يغير بها العالم، أحدهم كان يكتب شعره على أوراق السجائر حتى لا ينساه، ثانٍ يكتب (رواية) على سطح سيارة في الشارع، آخر يعزف على البيانو، ويصيح حتى تفزع زوجته “لقد وجدتها” يدخل إلى غرفته ويغيب فيها أياماً، ثم يخرج للعالم بنظرية النسبية، أحدهم يرى في منامه شخصيات أبطاله وقصصهم، رجل يقرأ في الحشرات ليكتب في السياسة، امرأة تغلق على نفسها الباب لست ساعات متواصلة لتكتب أجمل الروايات، عالِم يغيب عن الجميع ليرجع بنظرية أو باكتشاف جديد.
.قد تختلف الطقوس من شخص لآخر ولكن كلها تتمحور حول إنماء ومضات الإبداع، والقبض عليها بيد من حديد، أيا كان طقسك، استغله في إبداعك الخاص وحال ما يأتي الوقت لتقول (وجدتها)، اخرج إلى العالم بنسبيتك الخاصة والعامة، وفاجئ العالم، وأصدقاءك ونفسك أيضاً.إذا جاءتك فكرة ما، مهما كنت تظنها غبية، هرول لتدوينها، ثم ارجع لها لاحقاً وقل لنفسك، ما هذا هل كتبت وفكرت في هذا حقا؟ سيأتي الوقت المناسب لفكرتك مؤكدا…هنا سأتوقف لأنني قد بلغت من النوم مبلغا عظيما، عين على البطانية وعين على الأحداث. ما أريد أن أقوله باختصار : الابداع ليس بضاعة رأسمالية، إنه للجميع، ويستطيعه الجميع، فقط فكرة خلاقة وعمل دؤوب وتصبحون على إبداع / خير.